|®| رحلــة على قــارب الشـعـر |®| الأخطل |®|

الأخطل

أشعر شعراء تغلب وهو غياث بن غوث بن طارقة ، يقال أنه سمي بـ ( الأخطل
) لسلاطة لسانه وعدم تورعه في الهجاء وكان شديد التهكم والسخرية حتى في
الدين . الغريب في الأمر أنه تهاجى وهو في صباه مع أشهر شعراء العصر
الأموي : كعب بن جعيل ، وكانت شهرته أيضا على يد كعب نفسه .
فعندما أراد يزيد بن معاوية شاعرا يهجو أعداءه - الذين كانوا ذوو شرف ومنصب ويقال : أنهم الأنصار وبنو قيس -
عرض الأمر على كعب فرفض كعب تورعا عن سب الأنصار ، وقال : أتريد أن تعيدني
إلى الكفر بعد الإسلام . لكن كعب عرض عليه اسم الشاعر : الأخطل والذي كان
لا يزال مغمورا بين فحول عصره وتم لمعاوية ما أراد .
ومن ذلك الحين تقلب الأخطل في بلاط بني أمية في عصر معاوية وابنه يزيد
والوليد وهشام وكان خلفاء بني أمية يعرضون عليه الإسلام بين الحين والآخر
ومن القصص التي وردت أن هشام كان يلح عليه أن يدخل في الإسلام فقال حينها :
ولست بصائم رمضان iiعمري
iiولست بآكـل لحـم iiالأضاحـي
ولسـتُ بقائـمٍ كالعـيـر يـدعـو
iiقبيلَ الصبح حي على الفلاحِ
ولكـنـي سأضربـهـا iiشـمـولاً
iiوأسجـد عنـد مقتبـل iiالصبـاحِ
وكان مولعا بالخمر عاشقا لها ، حتى أنه دخل على عبدالملك ذات
مرة ولحيته تقطر خمرا فقال له : ويحك ، صف لي الخمر . فقال له الأخطل :
أولها لذة وآخرها صداع وبينهما ساعة لا أصف لك مبلغها . فقال عبدالملك :
وما مبلغها ؟ ، فرد عليه : لملكك يا أمير المؤمنين أهون من شسع نعلي .
فضحك عبدالملك وقال له : صف لي بالشعر - يقصد حالته في تلك اللحظة - فقال مرتجلاً :
إذا ما نديمي علني ثم علني
iiثلاث زجاجاتٍ مـا لهـنّ iiهديـرُ
خرجتُ أجر الذيل زهوا iiكأنني
iiعليـك أميـرَ المؤمنـيـن iiأمـيـرُ

مدح الخليفة الوليد بن عبدالملك

مدح الوليد بقصيدة جميلة ، بدأ فيها كعادة الشعراء بعد امرؤا القيس بالغزل وبالبكاء على الأطلال ويقول في مطلع جميل :
حي المنازل بين ( السفح ) و( الرُّحَبِ )
iiلـم يبـق غيـر وشــوم الـنـار iiوالحـطـبِ
في الشطر الثاني تشبيه جميل لآثار القوم بالوشم الذي لا زال موجودا ويصعب زواله ولعل المعنى مستوحا من مطلع معلقة طرفة بين العبد :
لخولة أطلال ببرقة ثهمدِ // تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وبعد عدة أبيات يدخل الشاعر في الغزل ويصور أبياتا عذبة جدا تجعل القارئ يتمايل معها طربا فيقول :
وقـد عهـدتُ بهـا بيضـا iiمنعـمـةً
iiلا يرتدين على عيـبٍ ولا iiوصـبِ
من كل بيضاء مكسال iiبرهرهةٍ
iiزانـت معاطلهـا بـالـدر iiوالـذهـب
حوراء عجزاء لم تُقذف iiبفاحشة
iiهيفاء رعبوبة ممكـورة iiالقصـب
ترمي مقاصد فـراغ iiفتُقصِدهـم
iiوما تصابُ وقد يرمون من iiكثـبِ
فالقلب عان وإن لامـت iiعواذلـه
iiفي حبلهنّ أسيرٌ مسنح الجنبِ

ثم ينتقل الشاعر للغرض الذي يريده ، فيمدح الوليد :
إن الـولـيــد أمــيــن الله iiأنـقـذنــي
iiوكـان حصنـاً إلـى منجاتـه iiهـربـي
فجئـتـه وهمـومـي غـيــر iiنـائـمـةٍ
iiأخـا الحـذارِ طـريـد القـتـل والـهـربِ
وثبّـت الـوطء منـي عـنـد iiمضلـعـةٍ
iiحتـى تخطيتُـهـا مسترخـيـاً لبـبـي
خليـفـةُ الله يُستـسـقـى بسـنـتـه
iiألغيث من عند مولي العلم منتخبِ

ثم يمتدح فرعه وأصله فيقول وقد أحسن :
بيضٌ مصاليتُ لم يُعدل بهم iiأحـدٌ
iiبكل معظمـة مـن سـادة iiالعـربِ
الأكثرين حصـىً والأطيبيـن ثـرىً
iiوالأحمدين قرىً في شدة iiاللزبِ
مـا إن كأحلامهـم حلـمٌ إذا iiقـدروا
iiولا كبسطتهم بسطٌ لدى الغضبِ
وكــان ذلــك مقسـومـا iiلأولـهــم
iiوراثــةً ورثـوهــا عـــن أبٍ iiفـــأبِ

أخيرا هذه قراءتي الأولى في ديوان الأخطل ، نخلت ما أعجبني بشكل سلس دون تكلف
أتمنى أن تكون وجبة تفتح الشهية لإبحاركم معي في ديوان الشاعر الأخطل ،، بارك الله فيكم وسدد خطاكم
محبكم عبود
نادي أمراء البيان

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
وننتظر المزيد ان شاء الله